يُعتبر **التكبر** من أخطر الصفات التي يمكن أن تُصيب قلب الإنسان، فهو الباب الذي يدخل منه الشيطان ليُفسد العلاقة بين العبد وخالقه، وبين الإنسان وأخيه الإنسان. وقد جاء الإسلام ليحارب هذه الصفة ويغرس مكانها التواضع ولين القلب. في هذا المقال الشامل، سنتحدث عن دعاء للمتكبرين، ونتناول الأسباب التي تؤدي إلى الكبر، وآثاره، وكيفية التخلص منه بالأدعية والعبادات.
الـكبر هو شعور الإنسان بتفوقه على الآخرين، واحتقاره لهم، سواء بسبب المال أو الجاه أو العلم أو الجمال. وقد قال النبي ﷺ:
“لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر.” (رواه مسلم)الحديث يُبيّن بوضوح أن الكبر ليس فقط في الفعل، بل حتى في الشعور الداخلي. ويُعد من الكبائر لأنه يُنافي جوهر العبودية، فالإنسان مهما بلغ من علم أو قوة فهو مخلوق ضعيف أمام خالقه.
تتعدد الأسباب النفسية والاجتماعية التي تجعل الإنسان يقع في الكبر. من أبرزها:
| الصفة | المتكبر | المتواضع |
|---|---|---|
| النظرة إلى الآخرين | احتقار وازدراء | احترام وتقدير |
| طريقة الكلام | تعالٍ وتفاخر | لين وبساطة |
| علاقته بالله | ضعيفة، لأنه يرى نفسه مكتفياً | قوية، لأنه يعترف بضعفه |
من رحمة الله أن جعل الدعاء وسيلة لتطهير القلوب من الصفات الذميمة. إليك مجموعة من الأدعية للمتكبرين التي يمكن للمسلم أن يرددها بخشوع:
الكبر لا يضر صاحبه فقط، بل يمتد أثره إلى المجتمع بأكمله. ومن أبرز آثاره:
“سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق.” (الأعراف: 146)
الدعاء يُعتبر علاجًا روحيًا فعّالًا للتخلص من الكبر، لأنه يُعيد الإنسان إلى مركز التوازن بين القوة والتواضع. عندما يرفع العبد يديه إلى السماء معترفًا بضعفه، يتلاشى الكبر شيئًا فشيئًا. ويُنصح بأن يُرافق الدعاء ببعض الخطوات العملية:
في إحدى الشركات الكبرى، كان هناك مدير معروف بتواضعه الشديد رغم مكانته العالية. كان يساعد الموظفين الجدد بنفسه ويستمع لمشاكلهم باهتمام. وبعد سنوات، عندما واجهت الشركة أزمة مالية، وقف جميع الموظفين معه بإخلاص لأنهم أحبوه. هذه القصة الحقيقية تُثبت أن **التواضع لا يُنقص من قدر الإنسان، بل يزيده رفعة في الدنيا والآخرة**.
ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من النصوص التي تُحذر من الكبر، منها:
“ولا تمش في الأرض مرحًا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولًا.” (الإسراء: 37)
“من تواضع لله رفعه الله.” (رواه مسلم)
إن دعاء للمتكبرين ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو رحلة داخلية نحو التزكية والصفاء. فحين يعترف الإنسان بضعفه أمام الله، يُنقذ نفسه من أعظم مرض روحي يمكن أن يصيبه. فلنردد دائمًا:
اللهم اجعلني عبدًا متواضعًا، لا أرى لنفسي فضلًا على أحد، واغفر لي إن زلت نفسي بكبر أو غرور.بهذا الدعاء، وبالنية الصادقة، يُمكن لكل إنسان أن يتطهر من داء الكبر، ويعيش قلبًا نقيًا متواضعًا كما يحب الله ورسوله.